الفصل 1

تــــــــــاريخ الكتابة

إن تاريخ الكتابة والتي تعد عنصرا أساسيا في الحضارة الإنسانية، ظهر في أزمنة وأماكن مختلفة. يعود أصلها إلى حوالي 14 قرناً قبل الميلاد، شهد النص العربي منذ بداياته تطورًا ملحوظًا، بدءًا من أشكاله الأولى إلى استخداماته الحالية.

شجرة تطور الكتابة عبر التاريخ

النص السامي البدائي

الكتابة السامية البدائية هي نظام كتابة أبجدي ظهر ببلاد الشام في القرن التاسع عشر قبل الميلاد. لقد وضعت الأسس لأنظمة الكتابة المستخدمة في اللغات السامية، ويمكن رؤية تأثيرها في النصوص الحديثة للغات العبرية والعربية وغيرها من اللغات السامية.

الكتابة الفينيقية

ظهرت الكتابة الفينيقية حوالي عام 1300 قبل الميلاد. وهي تعد نظاما أبجديا قديما يتكون من 22 حرفًا ساكنًا. لقد أثرت على العديد من الأبجديات ولا تزال قائمة في اللغات وأنظمة الكتابة الحالية (العبرية، العربية، اليونانية، اللاتينية).

الكتابة الآرامية

نشر الآراميون أبجديتهم في القرن العاشر قبل الميلاد. وهي مشتقة من الفينيقية وأنجبت لهجات وكتابات محلية (العبرية المربعة، التدمرية، النبطية، السريانية). يُستخدم النص الآرامي اليوم في السياقات الطقسية والأكاديمية.

النص السرياني

النص السرياني هو نظام كتابة مشتق من الآرامية ظهر في القرن الأول الميلادي. تم استخدامه لنسخ وحفظ العديد من النصوص الدينية والعقائدية والأدبية للتقاليد المسيحية. وعلى مر القرون، انتشر إلى مناطق أخرى، ولا سيما بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس، حيث تبنتها مجموعات لغوية أخرى، مثل المندائيين والفرس المسيحيين.

الكتابة ما قبل الإسلام

ظهرت الكتابة ما قبل الإسلامية في القرن الثامن قبل الميلاد تقريبًا في شبه الجزيرة العربية. استخدم العرب أنظمة كتابة مختلفة: خط المسند في الجنوب والآرامية في الشمال. وتتعلق النقوش بمواضيع جنائزية وتذكارية، ونصوص شعرية، أشهرها “المعلقات” التي عرضت في الكعبة.