1. انتشار الإسلام وتأثير اللغة العربية
لقد أبرز الوحي القرآني الدور الكبير للكتابة في نقل النص المقدس وحفظه. بحيث بات رمزا لوحدة الأمة (المجتمع الإسلامي) من خلال الممارسات الدينية المشتركة
لقد كان لانتشار الإسلام دورا فعالا في تطور الكتابة العربية كما تشهد الأمثاة التالية.
- في شبه الجزيرة العربية، حلت محل الكتابات العربية الجنوبية. كما تم اعتمادها للكتابة الفارسية منذ القرن التاسع، لتحل محل الكتابة البهلوية المبنية على الأبجدية الأفستية.
- تم استخدام النص العربي في مختلف اللغات التركية وغيرها من اللغات الألطية. ويتم استخدامه اليوم في الصين من قبل الكازاخيين في تركستان الشمالية والأويغور في مقاطعة شينجيانغ.
- أدى توسع المغول المعتنقين للإسلام حديثا إلى خلق وضع حيث توجد اللغة الهندوستانية، وهي لغة مشتركة في الجزء الأوسط من شمال الهند، في شكلين متميزين: الهندية بالديفاناغارية والأردية بالأحرف العربية.
- اللغة المستخدمة في جزر إنسولينديا، لغة الملايو، المكتوبة بالخط العربي، تم اعتمادها رسميًا من قبل الإدارة الاستعمارية الهولندية.
في شمال أفريقيا، باستثناء الطوارق الذين يكتبون بالتيفيناغ، استخدم البربر الأحرف العربية في الكتب الفقهية بلغتهم.
2. إشعاع الكلمة الإلهية
في عام 653، تم جمع نصوص القرآن المختلفة وتوحيدها على يد الخليفة عثمان (574-656) بهدف الحصول على نسخة رسمية نهائية (المصحف العثماني). ومنذ ذلك الحين انتشرت الكتابة العربية وأصبحت الحاجة إلى تعظيم الكلمة المقدسة أكثر وضوحا. مع ظهور المخطوطات الأولى للقرآن، أصبح الخط عنصرا رئيسيا في الفن العربي الإسلامي.
يتجاوز الخط وظيفته النفعية أو الزخرفية في الفنون الإسلامية، فهو يمثل تعبيرًا حيًا ووسيلة للتأمل. إن الكتابة الموجودة على المخطوطات والخزف وغيرها من الدعامات ليست مجرد تثبيت للكلمات أو الأشكال الفنية، بل هي قبل كل شيء كاشفة للمعنى والرمزية وباعثة على الحيرة. فهي مثل المقطوعة الموسيقية التي تنتظر أن يتم تأديتها، تدعونا إلى قراءة كتاب العالم الواسع وفهم جوهر القضاء الإلهي.