1. أنماط الخطوط

1.1 الثلث (القرن التاسع)

الثلث، هو أكثر أنماط الخط العربي تعقيدًا وجمالاً، يعود ظهوره إلى القرن التاسع، ووصل تطوره إلى ذروته في القرنين الثالث عشر والرابع عشر، يعتبر مرجعًا لتقييم جمال الأساليب الأخرى، وقد استخدمه بشكل رئيسي المماليك (القرنان الرابع عشر والخامس عشر).

يتميز الثلث بأشكال مستديرة وحركة إيقاعية مرنة، مما يجعله مثاليًا للعناوين، تتم كتابة الحروف ثلثين وثلث دائرة من الحرف الأصلي، يمكن العثور عليه بشكل ملحوظ في المساجد والخانات وشواهد القبور ونقوش المدارس ولوحات الزينة.

وقد شجع على استعمال هذا الخط بشكل خاص السلطان المملوكي ركن الدين بيبرس الأول (1260 – 1277)، خاصة في الزخرفة على الزجاج والمعادن المختلفة والعاج والمنسوجات والنقش على الخشب والحجر.

2.1 المحقق (القرن العاشر)

يعد أسلوب المحقق أحد أنماط الخط الرئيسية في الكتابة العربية، ويعني مصطلح “المحقق” “المزخرف” وهو ما يعكس الخصائص الجمالية لهذا الأسلوب. ظهر في القرن العاشر في العراق ومصر، وقد استخدم هذا الأسلوب المهيب على نطاق واسع لنسخ القرآن الكريم والنصوص الدينية الأخرى، ووصل إلى ذروته خلال العصر المملوكي في مصر وسوريا (القرن الثالث عشر إلى الخامس عشر).

كان المحقّق، والذي يتميز بالتفاصيل الدقيقة، يعتبر لعقود من الزمن ذروة النسخ الديني، و يتميز بخطوطه المنحنية والأنيقة، فضلاً عن استخدام المسافات البيضاء الكبيرة بين الحروف والكلمات، وهو يولي اهتماماً كبيراً لنسب الحروف وحتى المسافات بينها، مما يخلق تناغماً بصرياً وتوازناً جمالياً.

3.1 الغباري (القرن التاسع)

تم تصميم الخط الغباري، والمعروف أيضًا باسم خط “الغبار”، في الأصل للمهام السرية للغاية ونقل الرسائل البريدية بواسطة الحمام الزاجل، حروف هذا الخط بتنسيقها المصغر أدى إلى ظهور مصاحف مصغرة لا يتجاوز ارتفاعها خمسة سنتيمترات. ويتميز بصغر حجمه وغالباً ما يرتبط بأسلوب النسخ والرقعة.

تاريخيًا، يُستخدم الخط الغباري في نسخ الآيات القرآنية القصيرة المعروفة بتداولها للوقاية مثل آية الكرسي من سورة البقرة. ويوجد بشكل رئيسي في مخطوطات المصاحف المصغرة المثمنة، واللفائف، وكذلك في الكتابات ذات الطابع الطلسماني.

4.1 أشكال الحيوان في الخط العربي

استخدام الحيوانات في الخط العربي له تاريخ طويل عبر ثقافات الحضارة الإسلامية المختلفة، فقد طوّر فنانو الخط تقنيات لإعطاء الحروف العربية أشكالاً حيوانية مثل الطيور والأسماك والأسود والخيول. على مر القرون، تطورت هذه الممارسة لتعكس التأثيرات الفنية والثقافية للمناطق الجغرافية المختلفة. دمج الخط العربي المتجذر بعمق في الثقافة الإسلامية عناصر فنية وأسلوبية مختلفة مع مرور الوقت.

1.2 زين الدين عبد الرحمن بن يوسف (1367 – 1442)

شغل زين الدين عبد الرحمن بن يوسف المعروف بابن الصائغ منصب كاتب السلطان المملوكي الشركسي فرج بن برقوق (1386-1411). ومن بين إنجازاته البارزة العديد من المصاحف، أحدها يتميز بحجمه الضخم، حيث يبلغ متراً في خمسين سنتيمتراً. بالإضافة إلى ذلك، يُنسب إليه الفضل في إنشاء النقوش القرآنية، أبرزها نص سورة الفتح، والتي نقشت بعناية داخل المسجد النبوي بالمدينة المنورة. ومع ذلك، فإن أبرز مساهماته تتمثل في في إدخال مفهوم الإجازة في مجال الخط.